باتريسيا نويل كاس مغنية وممثلة فرنسية. بلغت مبيعات ألبوماتها الملايين في جميع أنحاء العالم. جالت بحفلاتها دول العالم غرباً وشرقاً وأشادت بها الصحافة العالمية.


النشأة

باتريسيا نويل كاس مولودة في 5 كانون الأول/ ديسمبر 1966 في عائلة متوسطة الحال في فورباخ، لورين، فرنسا، بالقرب من الحدود الألمانية. لم تكن الأسرة غنية، ولكنها لم تكن فقيرة أيضاً. والدها جوزيف كاس كان عامل منجم يتحدث اللغة الألمانية والفرنسية، وكانت والدتها إيرمغارد، ألمانية من سار. وكانت باتريسيا هي أصغر أبناء العائلة المكونة من سبعة أولاد، خمسة صبية وابنتان. نشأت في ستيرينغ-فيندل، على الجانب الفرنسي من الحدود وكانت خجولة ومتواضعة للغاية، تحب قضاء الوقت في غرفتها.


تشجيع الوالدة


لقيت كاس، التي كانت لا تزال فتاة صغيرة، تشجيعاً واسعاً من والدتها في أن تصبح مغنية. في سن الثامنة فقط، كانت كاس قادرة على غناء أغاني سيلفي فارتان وداليدا وكلود فرانسوا وميراي ماتيو، بالإضافة إلى الأغاني باللغة الإنجليزية مثل "نيويورك، نيويورك"، في مختلف المناسبات الصغيرة. جاء نجاحها الحقيقي الأول عندما حصلت على المركز الأول في مسابقة أغنية البوب. إلا أن كاس فجعت عام 1989 بوفاة والدتها بعد أن عانت من مرض السرطان، وهي التي كانت من أشد مشجعيها وداعميها ورافقتها في كل خطواتها في مسيرتها الفنية. وشكلت هذه الوفاة تجربة شخصية مؤلمة لها.

أول خطوة احترافية

خطت كاس خطوتها الأولى في مجال الموسيقى الاحترافية في سن الثالثة عشرة، عندما وقعت عقداً مع نادي ساربروكن رومبيلكامر بمساعدة شقيقها. وظهرت لمدة سبع سنوات مع فرقة Dob's Lady Killers. في سن السادسة عشرة، حصلت على وظيفة في وكالة عرض أزياء. وباءت محاولاتها الأولى لاقتحام مجال الموسيقى بالفشل.


أولى الأغانيات

في عمر 19 عاماً، حظيت كاس على رعاية الممثل الفرنسي جيرار ديبارديو الذي أنتج أول أغنية لها "Jalouse". تم نشر الأغنية بواسطة EMI، لكنها كانت فاشلة. إلا أن لقاءها مع ديبارديو كان من أهم الأحداث في بداية مسيرتها الفنية.
كانت أغنية Mademoiselle chante le blues التي صدرت عام 1987 أول نجاح كبير للمغنية. وفي العام التالي، تم تسجيل الأغنية المنفردة الثانية لكاس D'Allemagne.


الألبوم الأول

بعد ذلك بوقت قصير، تم إنتاج الألبوم الأول لكاس Mademoiselle chante.... وصلت إلى المركز الثاني في قوائم الألبومات الفرنسية على مدى شهرين، وبقيت في المراكز العشرة الأولى لمدة 64 أسبوعاً و118 أسبوعاً في قائمة أفضل 100 ألبوم.
منذ ظهور ألبومها الأول باعت كاس أكثر من 17 مليون تسجيل في جميع أنحاء العالم. وحققت أكبر نجاح لها في ألمانيا وسويسرا وبلجيكا وكندا وروسيا وفنلندا وأوكرانيا وكوريا الجنوبية بألبومها الثالث Je te dis vous الذي صدر عام 1993. كان هذا الألبوم بمثابة اختراق باتريسيا كاس النهائي للمشهد الموسيقي الدولي، حيث بيع منه 3 ملايين نسخة في 47 دولة. وأصبح هذا الألبوم هو الأكثر نجاحاً لـها في العالم الناطق باللغة الألمانية، إذ أمضى 36 أسبوعاً في قائمة أفضل 100 ألبوم. في سويسرا، وصلت كاس إلى المركز الثاني في قوائم الألبومات، وفي فرنسا وصلت إلى المركز الأول.


جولات عالمية

في عام 1990، بدأت كاس جولتها العالمية الأولى، والتي استمرت 16 شهراً. وغنت أمام حوالي 750 ألف معجب في أكثر من 196 حفلة موسيقية في 12 دولة. ومن بين النجاحات الأخرى، غنت كاس يومياً لمدة أسبوع على مسرحي الأولمبيا وزينيث، إحدى قاعات الحفلات الموسيقية الأكثر شهرة في باريس. تم بيع بطاقات الحفلات الموسيقية قبل أربعة أشهر من بدايتها. كما قدمت كاس حفلات موسيقية ناجحة أخرى في نيويورك وواشنطن. في نهاية الجولة، باعت من اغنية Mademoiselle مليون نسخة في فرنسا وحدها، وحققت المركز الماسي.
من جهة أخرى قامت كاس بجولة عالمية أخرى على المقلب الثاني من الكرة الأرضية شملت 19 دولة. كانت أول مغنية غربية تظهر في هانوي، فيتنام، بعد حرب فيتنام، كما قامت بجولة في كمبوديا واليابان وكوريا وتايلاند. وقدمت خلال الجولة حفلاً موسيقياً في تشيرنوبيل أمام 30 ألف متفرج. في المجموع، بلغ عدد جمهورها 750 ألف شخص في 150 حفلة موسيقية. في عام 1994، تم طرح ألبومها المباشر الثاني Tour de charme. ثم تم نشره في الولايات المتحدة الأميركية عام 1993 وكذلك في بريطانيا.


جولة Scène de vie

وأثناء قيامها بجولة تحت عنوان Scène de vie وهو عنوان أحد ألبوماتها، أحيت المغنية 210 حفلات موسيقية أمام 650 ألف متفرج في 13 دولة، من بينها اليابان وكندا، وكذلك في الاتحاد السوفييتي سابقاً حيث غنت في موسكو ولينينغراد. وخلال جولتها Scène de vie، تلقت باتريسيا كاس إشادة من النقاد لقدرتها على تنشيط تقاليد قاعات الموسيقى الفرنسية الكلاسيكية. وصفها مقال في صحيفة نيويورك تايمز بأنها "ممثلة شابة تتمتع بشخصية كاريزماتية" أعادت إحياء إرث إديث بياف وشارل أزنافور بطريقة معاصرة ومحترمة. وأشار المقال إلى أنه على الرغم من أدائها باللغة الفرنسية في المقام الأول، إلا أن الحضور المسرحي القوي لكاس سمح لها بالتواصل مع الجماهير الأمريكية، مما أظهر جاذبيتها الدولية.
حتى نهاية عام 2005، كانت كاس في جولتها العالمية السابعة. في المجمل، غنت في 25 دولة، بما في ذلك ظهورها في الصين وروسيا، إذ قدمت 175 حفلة أمام أكثر من 500 ألف متفرج. وبذلك تكون الجولة قد حققت نجاحاً كبيراً.


الجوائز

عام 1990 حصلت باتريسيا كاس على جائزة Golden Europe، إحدى أكبر جوائز الموسيقى الألمانية. وفازت بجائزة Victoires de la Musique وهي إحدى أهم جوائز الموسيقى الفرنسية.
في عام 1991، حصلت كاس على جائزتين أخريين، جائزة World Music Award وجائزة Bambi. في العام التالي، حصلت على المركز الثالث في فئة "أفضل مغنية عالمية" في حفل توزيع جوائز ECHO في كولونيا، وتم ترشيحها إلى جانب شير، تينا تيرنر، مادونا وويتني هيوستن، أربعة من أكبر الأسماء في العالم في الميدان الموسيقي.


حفلات مميزة


في كانون الأول/ ديسمبر 1998، غنت كاس مع التينور بلاسيدو دومينغو وأليخاندرو فرنانديز في قاعة Guildhall of Vienna في النمسا. وكان الثلاثة برفقة أوركسترا فيينا الفيلهارمونية.
وفي حزيران/يونيو 1999، ظهرت كاس في الحفل الخيري لـ "مايكل جاكسون والأصدقاء" في سيول وكوريا الجنوبية وميونيخ. وتم بث الأحداث الخاصة، التي أقيمت لمساعدة اليونسكو والصليب الأحمر وصندوق نيلسون مانديلا للأطفال، إلى 39 دولة.
وكان للألبوم المزدوج الجديد "Kabaret" الذي صدر في 30 آذار/ مارس 2009 الوقع المدوي، خصوصاً أنها روجت له في جولة واسعة من الحفلات في فرنسا وألمانيا وسويسرا وبلجيكا ولوكسمبورغ وفنلندا وروسيا وأوكرانيا وبولندا ولاتفيا وليتوانيا وإستونيا ورومانيا ودول أخرى. ويُقال إن كاس هي أول فنانة عالمية تزور 28 مدينة روسية.
الحدث الهام في مسيرة باتريسيا كاس كان مشروع Kaas chante Piaf، حيث ركز على واحد وعشرين من العناوين الشهيرة لإديث بياف. تم افتتاح هذا العرض، الذي احتفل بمرور 50 عاماً على وفاة بياف، في بعض الأماكن المرموقة في العالم، مثل قاعة ألبرت هول الملكية في لندن، وقاعة كارنيجي في نيويورك، وأولمبيا في باريس، ومسرح الأوبريت في موسكو، ومركز سيجونج الثقافي في سيول.


في التمثيل

إلى جانب الغناء كان لبتريسيا كاس تجربة في التمثيل. ففي 2001 بدأت كاس مسيرتها التمثيلية حين ظهرت لأول مرة في فيلم And now... Ladies and Gentlemen مع جيريمي آيرونز، من إخراج كلود لولوش، حيث لعبت دور مغنية الجاز واسمها جين. تم عرض الفيلم في مهرجان كان السينمائي وغيره. وعُرض لأول مرة في ألمانيا في أكتوبر 2002 في معرض للفيلم الفرنسي في توبنجن.
ولعبت باتريسيا كاس دور امرأة جرحتها الحياة في الإنتاج التلفزيوني "Assassinée" والذي تم بثه في أيار/ مايو 2012.
بالنسبة لحياتها العاطفية دخلت في علاقة حب طويلة مع الطباخ يانيك ألينو.